استراتيجيات إدراج معالم السياحة التراثية المنسية ضمن المسارات السياحية في مصر باستخدام الذكاء الاصطناعي (دراسة حالة لجامع القاضي شرف الدين بالقاهرة)

تُعد المعالم التراثية المنسية جزءًا مهمًا من الهوية الثقافية والتاريخية، إلا أنها تواجه العديد من التحديات التي تعيق إدراجها ضمن المسارات السياحية، مما يؤدي إلى تراجع الاهتمام بها وفقدان قيمتها التاريخية، وفي ظل التطورات التكنولوجية، يمكن للإستراتيجيات القائمة علي استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي أن تسهم في إدراج هذه المعالم التراثية المنسية ضمن المسارات السياحية في مصر و إعادة إحياء هذه المعالم التراثية وتعزيز جاذبيتها السياحية. وبناءً على ذلك تهدف هذه الدراسة إلى  التعرف علي أهمية دمج المعالم التراثية المنسية في المسارات السياحية، بالإضافة إلى دراسة تحديات ادراج جامع القاضي شرف الدين في المسارات السياحية، وكذلك اقتراح استراتيجيات عملية لإعادة إدراج الجامع ضمن المسارات السياحية بمصربأستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي،وذلك بغرض تقديم توصيات للجهات المعنية لتحسين إدارة المواقع التراثية المنسية مع التركيز على جامع القاضي شرف الدين بالقاهرة كدراسة حالة، حيث يُعد هذا الجامع من المعالم الإسلامية المهمة التي لا تحظى بالترويج الكافي رغم قيمته التاريخية والمعمارية، مما يتطلب البحث في أساليب مبتكرة لإدراجه ضمن البرامج السياحية، وتعتمد الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي، تم جمع البيانات من خلال استبيان منظم وُجِّه إلى مجموعتين أساسيتين: ممثلي شركات السياحة وعددهم (85) شركة بمحافظة القاهرة والمرشدين السياحيين وعددهم (40) مرشد سياحي. وتناولت أداة الدراسة عدة محاور، منها: مشاركة أصحاب المصلحة، والدعم المؤسسي للمشاريع السياحية متناهية الصغر، والترويج الرقمي للمواقع المنسية، والعوامل المؤثرة في إدراجها ضمن المسارات السياحية، ومدى إدراك أهمية التراث المنسي، ودور المجتمع المحلي، وأثر تصميم مسارات سياحية جديدة تعتمد على التراث، وأظهرت نتائج الدراسة وجود اتفاق واسع حول أهمية الفعاليات المحلية، والجهود الثقافية، والمشروعات الصغيرة المدعومة من المجتمع في تعزيز الوعي بالمواقع المهملة. كما كشفت النتائج عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين آراء المرشدين السياحيين وشركات السياحة، مما يعكس اختلاف الأهداف وتركيز كل طرف على جوانب تشغيلية مختلفة. وأكدت الدراسة كذلك أن تصميم مسارات سياحية جديدة تدمج معالم منسية يعزز بشكل كبير من تجربة الزائر، ويستقطب فئات من السياح المهتمين بالسياحة الثقافية والتراثية، وتوصي الدراسة بضرورة تعزيز التنسيق بين المرشدين السياحيين وشركات السياحة، وتكثيف التعاون بين الجهات المعنية، وتوفير الدعم المؤسسي للمشروعات السياحية الصغيرة، والترويج الرقمي للمواقع التراثية المنسية، من أجل تبني نهج متكامل لتطوير السياحة التراثية.